يا بُني هل تعرف السنن الرواتب

Categories :
الوسوم:

للأسف نرى الكثير من الشباب والأبناء لا يحفل بالسُنن ولا يجعلها من همِّه للتقرب إلى الغفور الرحيم الذي يقول في الحديث القدسي: ” إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ” رواه البخاري.

إن التقرب لله سبحانه وتعالى مِسبار الحياة الدنيا ومفتاح السعادة الأخروية ، وسر الطمأنينة، ومنبع الخير والرزق الوفير. إن الحديث القدسي واضح في معانيه سهله الرسول صلى الله عليه وسلم للفهم، فهل جذب انتباهنا ؟ مَنْ منا لا يريد محبة الخالق القادر الذي إذا أحب يكن لك في كل جزء من حياتك. فعز وجل يقول إذا أحببت عبدي كنت سمعه الذي يسمع به، ورجله التي يمشي بها. أي أن الله سبحانه وتعالى يوجه حياتك كلها للخير، فلا مكان للحزن ولا مكان لعدم التوفيق. بل يتكفل بأن ييسر لك الأمور. بل أكثر من ذلك فهو عز وجل يصرح في الحديث القدسي بأن الاستجابة والعون مضمونتان لمن يتقرب إليه بالنوافل “وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه”.

تخيل أنك تملك عصفورا ووضعته في قفص، تحميه من كل ما هو ضار، وتجلب له الطعام والشراب دون عناء منه. جعلته كالملك في قفصه محفوظ من كل خطر. فالله سبحانه وتعالى عندما تتقرب إليه بالنوافل يصونك من كل خطر، يكتب لك المحبة، ويجلب لك الخيرات في الدنيا، ويكتب لك الفلاح في الآخرة.

هنا نطرح السؤال المهم هل تعرف يا بُنيَ ما هي السنن الرواتب؟

السنن الرواتب الصلوات التابعة أو التي أداها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أو قبل الصلوات الخمس المفروضة، وهي إما أربع ركعات أو ركعتين. وتقسم قسمين سنن مؤكدة وسنن مستحبة.

الرواتب المؤكدة هي التي واظب عليها الرسول صلوات الله وسلامه عليه ولم يتركها إلا قليل، وقد حث الأمة عليها لما فيها من الخير الكثير والثواب العظيم وهي اثنتا عشرة ركعة.

١- ركعتان قبل فرض الفجر

٢- أربع ركعات قبل فرض الظهر

٣- ركعتان بعد فرض الظهر

٤- ركعتان بعد فرض المغرب

٥- ركعتان بعد فرض العشاء

هل ترغب بأن يحبك الله سبحانه وتعالى؟

هل تعلم يا بُنيَ ما فضل النوافل ؟

إن الحديث القدسي وضح فضل هذه الصلوات. وقد رأينا آبائنا يحثون عليها وعلى المواظبة على إقامتها. ولكن للأسف الشديد أصبحنا في زمن لا يصلي الفرد إلا الفرض. وتراه يفر بعد أداء الفرض وكأنه من الحُمُرِ المستنفرة التي فرت مَنْ قسورة. وقد جعل مشاغل الحياة أهم من مناجات الرَّب. وقد جعل هَمَّ السعي وراء الرزق أهم من لحظات يسكن فيها ويطلب العون من الرزاق ذو القوة المتين.

عن أمّ حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (من صلّى اثنتي عشرة ركعةً في يومٍ وليلةٍ، بني له بهنّ بيتٌ في الجنّة) [صحيح مسلم].

تخيل كم بيتٍ تستطيع خلال عمرك أن تبنيه. في حياتك في هذه الدنيا ربما تستطيع بناء بيتا أو بيتين لما يتطلبه البناء من عناء و تكاليف مادية. بينما رزقك الله هذا الفضل بأن تبني كل يوم وليلة بيتا دون عناء. وهذا البيت ليس على أرضٍ في الدنيا ولكن في أرضِ الجنة.

فما لنا نترك التِّبْرُ ونطلب التراب، ونسعى وراء الرخيص و نزهد بالغالي. إخوتي الأعزاء فروا إلى الله يجعل لكم من كل أمرٍ مخرجا وينجيكم من عذاب أليم ، ويسكنكم جنات النعيم، ويجعل لكم جنات وأنهارا.

بدر العامري

٤ رجب ١٤٤٢ هـ

٢٠٢١/٢/١٦